الكلاب: هل هي حقًا نجسة؟

 

يعتقد العديد من المسلمين أن الكلاب نجسة وأن لمسها يبطل الوضوء. حتى أن بعض الأحاديث تشير إلى وجوب قتل الكلاب. ولكن هل يدعم القرآن هذا الاعتقاد؟

 

في هذه المقالة، سنستكشف:

 

ما يقوله القرآن حقًا عن الكلاب

عدد مرات ظهور كلمة "كلب" و"نجس" في القرآن

هل كان للرسول الحق في إعلان شيء ما حرامًا؟

كيف يتم تصوير الكلاب في الأحاديث

كيف يتم التعامل مع الكلاب في البلدان الإسلامية اليوم

 

 

ما الذي يقوله القرآن عن الكلاب؟

 

يذكر القرآن الكلاب أربع مرات، ولم يصفها أبدًا بأنها نجسة:

 

رابط مباشر لكلمة "كلب" في القرآن: انقر هنا

 

 

رقم السورة السورة
7:176 وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
18:18 وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا
5:4 يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

هل القرآن يقول إن الكلاب نجسة أم أنها أصدقاء أوفياء؟

 

حجة "النجاسة": ماذا يقول القرآن حقًا؟

 

يدعي الكثيرون أن الكلاب نجسة، لكن القرآن يذكر هذه الكلمة مرة واحدة فقط:

 

رابط مباشر لكلمة "نجس" في القرآن: انقر هنا

 

رقم السورة السورة
9:28 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

لا يمكن للرسول إعلان الأشياء حرامًا

 

مبدأ أساسي في الإسلام هو أن الله وحده يمكنه إعلان شيء ما حرامًا. كانت مهمة الرسول أن يحكم بالقرآن فقط.

 

القرآن 6:114

أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ

 

القرآن 5:92

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ

 

القرآن 66:1

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ

 

إذا تم تصحيح النبي نفسه لتحريمه شيئًا أحله الله، فكيف يمكن للعلماء اللاحقين أو الأحاديث أن يعلنوا أن الكلاب حرام عندما لا يفعل القرآن ذلك؟

 

 

الأحاديث المتناقضة

 

لا يدين القرآن الكلاب، ومع ذلك تصورها بعض الأحاديث بشكل سلبي. يثير هذا التناقض سؤالًا مهمًا: هل تتماشى هذه الأحاديث مع القرآن، أم أنها تتعارض مع رسالته؟

 

الأحاديث المتناقضة:

 

📖 Sunan Ibn Majah 3203

حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رَافِعًا صَوْتَهُ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ وَكَانَتِ الْكِلاَبُ تُقْتَلُ إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ ‏.‏

 

📖 Sahih Muslim 1572

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ح وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْكِلاَبِ حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِهَا وَقَالَ ‏ "‏ عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ 

 

المشكلة مع هذه الأحاديث:

 

 تتعارض مع القرآن: يذكر القرآن الكلاب بشكل إيجابي أو محايد، بينما تصورها هذه الأحاديث بشكل سلبي.

 

 تتناقض مع بعضها البعض: تدعو بعض الأحاديث إلى قتل جميع الكلاب، بينما تستثني أخرى بعضها.

 

 

 

إذا كانت الأحاديث تتعارض مع القرآن أو تتناقض مع بعضها البعض، فكيف يمكن اعتبارها صحيحة؟

 

 

هل من الممكن أن يصف الرسول الكلب الأسود "بالشيطان" بينما القرآن لا يميز هكذا بين الكلاب؟

 

 

إعادة التفكير في تعاملنا مع الكلاب في المجتمعات الإسلامية

 

في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، تتعرض الكلاب لقسوة غير معقولة - يتم تسميمها، إطلاق النار عليها، ضربها، أو تركها لتجوع. لماذا؟ بسبب الاعتقاد بأنها نجسة.

 

📖 القرآن 6:38

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

 

الكلاب هي جزء من خلق الله. لا يوجد في القرآن ما يقول إنها نجسة أو غير جديرة بالرحمة. في الواقع، تذكر سورة الكهف (18:18) كلبًا رافق أهل الكهف بأمانة - وهذا تكريم له، وليس إدانة.

 

ومع ذلك، في بعض الأماكن، تُعامل الكلاب كالحيوانات المزعجة بدلاً من أن تُعامل ككائنات حية تستحق الرعاية. هذا ليس الإسلام. هذه قسوة.

 

حان الوقت لنسأل أنفسنا:

 

هل مواقفنا تجاه الكلاب مستمدة من القرآن أم من تحيزات ثقافية؟ إذا كانت كل الكائنات تنتمي إلى الله، فكيف لنا أن نسيء معاملتها؟

 

يجب أن نكون أفضل. دعموا الملاجئ. علموا الآخرين.

 

فالرحمة ليست مجرد قيمة - إنها واجب.

 

"هل يبرر الإسلام إساءة معاملة مخلوقات الله؟"