صفات لا يحبها الله
ما هي الصفات التي لا يحبها الله؟ تعرف عليها من القرآن الكريم
المحبة نعمة عظيمة، وأعظم محبة يمكن أن يحصل عليها الإنسان هي محبة الله. فمن أحبه الله، غمره برحمته، ووفقه في حياته، وجعل له مكانة عنده. وكما يخبرنا الله في القرآن عن الصفات التي يحبها، فإنه أيضًا يحذرنا من الصفات التي تبعد الإنسان عن محبته.
عندما يقول الله: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ..."، فهو لا يريد أن يبعدنا، بل ينبهنا حتى نبتعد عن الخطأ ونعود إليه.
لذلك، فلننظر إلى هذه الآيات كمرآة لقلوبنا. هل نحمل أيًا من هذه الصفات؟ وإن كان الأمر كذلك، فكيف يمكننا أن نغير أنفسنا قبل فوات الأوان؟
(الْمُعْتَدِينَ) – الذين يتجاوزون الحدود بغير حق
الله وضع لنا حدودًا تحفظ العدل وتحمينا من الظلم. لكن بعض الناس يتجاوزون هذه الحدود، فيظلمون الآخرين، أو يؤذونهم، أو يأخذون ما ليس لهم.
الاعتداء قد يكون بالكلام، أو بالفعل، أو حتى بعدم إعطاء كل ذي حق حقه.
سؤال للتفكير: هل أظلم غيري دون أن أشعر؟ هل أتجاوز حدود الله في معاملتي للناس؟
(الْمُفْسِدِينَ) – الذين ينشرون الفساد
هناك من يترك الخير أينما ذهب، وهناك من يترك الفساد والخراب. بعض الناس يفسدون بالكذب والخداع، وبعضهم بالظلم والقسوة، وغيرهم بنشر الفتن بين الناس.
لكن الفساد لا يدوم، وصاحبه سيدفع ثمنه عاجلًا أو آجلًا.
سؤال للتفكير: هل أساهم في إصلاح من حولي أم في إفسادهم؟
(كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) – الذين يرون أنفسهم أفضل من غيرهم
التكبر يحجب الإنسان عن رؤية الحقيقة. المتكبر يظن أنه أفضل من الآخرين بسبب ماله، أو علمه، أو شكله، لكنه في الحقيقة يخدع نفسه.
الله يحب المتواضعين، أما المتكبرون، فقلوبهم بعيدة عن رحمته.
سؤال للتفكير: هل أتعامل مع الناس بتواضع، أم أشعر أنني أفضل منهم؟
(الظَّالِمِينَ) – الذين يأخذون حقوق غيرهم
الظلم قد يكون كبيرًا مثل الاستيلاء على حقوق الآخرين، أو صغيرًا مثل جرح شخص بكلمة قاسية. البعض يظنون أنهم سينجون بظلمهم، لكن الله يرى كل شيء، ولا ينسى حق المظلوم.
سؤال للتفكير: هل سبق أن ظلمت أحدًا؟ هل حاولت تصحيح خطئي؟
(الْمُسْرِفِينَ) – الذين يضيعون النعم
كل ما لدينا من نعم هو أمانة من الله. المال، الوقت، الصحة، الفرص – كلها أشياء يجب أن نحافظ عليها.
المسرف هو من ينفق بلا تفكير، ويضيع نعمه دون تقدير.
سؤال للتفكير: هل أستغل ما لدي فيما ينفعني، أم أضيعه بلا فائدة؟
(الْخَائِنِينَ) – الذين لا يحفظون الأمانة
الثقة شيء ثمين، وعندما يخون الإنسان الأمانة، فإنه يخسر احترام الناس وثقتهم. الخيانة قد تكون في العلاقات، في العمل، أو في الوعود التي لا يتم الوفاء بها.
سؤال للتفكير: هل يمكن للناس أن يثقوا بي؟ هل أحافظ على وعودي؟
(مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) – الذين يعيشون على الكذب
الصدق راحة، لكن الكذب والخداع يثقل القلب ويبعد الإنسان عن الله. قد يربح الكاذب في البداية، لكنه في النهاية يخسر نفسه.
سؤال للتفكير: هل أقول الحقيقة حتى عندما يكون الكذب أسهل؟
(الْفَرِحِينَ) – الذين يفرحون بنعمة الله لكن بلا شكر
الفرح نعمة، لكن عندما يصبح سببًا للغرور والغفلة، فإنه يتحول إلى نقمة. بعض الناس يفرحون لأنهم يظنون أنهم لا يحتاجون الله، وليس لأنهم يشكرونه.
سؤال للتفكير: هل أرى نجاحي كفضل من الله، أم أعتقد أنه بجهدي وحدي؟
(الْكَافِرِينَ) – الذين يرفضون الحق رغم وضوحه
بعض الناس ينكرون الحق، ليس لأنهم لا يعرفونه، ولكن لأنهم لا يريدون الاعتراف به. الله يرسل لنا دائمًا إشارات لنهتدي، لكن من يغلق قلبه فلن يرى النور.
سؤال للتفكير: هل أسعى لمعرفة الحق بصدق؟ أم أتمسك بما يريحني فقط؟
رسالة إلى القلب
هذه الصفات ليست مجرد تحذيرات، بل هي فرص للتغيير. الله لا يريد أن يعاقبنا، بل يريد أن يهدينا.
كلنا نخطئ، لكن الأمل موجود، والتوبة بابها مفتوح دائمًا. الله يحب من يعود إليه، فهل نعود قبل فوات الأوان؟
اللهم اجعلنا من الذين تحبهم، واهدنا إلى ما يرضيك.