من هو الله؟

 

تخيّل أنك تنظر إلى السماء ليلاً، ترى النجوم تتلألأ، تشعر بنسيم هادئ، فتسأل نفسك: من الذي أبدع هذا الكون؟ من الذي يجعله متماسكًا؟ ومن أنا أمام من خلقني؟

 

القرآن يمنحنا الإجابة، ليس بطريقة معقدة، بل برسالة واضحة. الله ليس بعيدًا أو غامضًا، بل هو الرحمن، القريب، الذي يعرف عنك كل شيء. عندما تقرأ القرآن، فأنت لا تقرأ مجرد كلمات، بل تخوض في حوار حقيقي مع الله، الذي يعلم ما في قلبك أكثر مما تعرفه أنت.

 

الله واحد ولا أحد يشبهه

هل جربت من قبل أن تصف شيئًا مدهشًا، لكن لم تجد الكلمات المناسبة؟ هكذا هو الله. لا يمكن للعقل البشري أن يحيط به، لكنه وصف نفسه لنا بطريقة نفهمها.

 

الله واحدٌ لا شريك له، لا يوجد من يشبهه أو يساويه. هو الذي خلق كل شيء، لكنه لا يحتاج إلى شيء.

 

"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" – لا شيء في الكون يشبهه، لكنه يسمع ويرى كل شيء.

 

فكّر ، لا يوجد في الحياة شخص أو فكرة أو شيء يمكن مقارنته بالله. هو فوق كل شيء، ومع ذلك، هو أقرب إليك مما تتخيل.

 

الله أقرب إليك من حبل الوريد

 

هل مررت بذلك الشعور عندما تكون وحدك، وتشعر أن لا أحد يفهمك حقًا؟ القرآن يذكّرنا دائمًا:

 

الله ليس بعيدًا في مكان لا نراه، بل هو أقرب إليك من أنفاسك، أقرب من أفكارك. يعرف ما تمر به، يرى مخاوفك، ويعلم أدق أسرارك. أنت لست وحدك أبدًا.

 

 

رحمة الله الواسعة

 

يصور لنا القرآن مشهدًا رائعًا لرحمة الله. فهو الرحمن، الذي تشمل رحمته كل شيء. يقول الله في كتابه: "ورحمتي وسعت كل شيء".

 

لكن الأمر لا يتوقف هنا، بل أخبرنا أنه كتب على نفسه الرحمة. هذه وعد، وضمان، ودعوة مفتوحة. مهما ابتعدت، ومهما أخطأت، فإن رحمته دائمًا قريبة منك، في انتظارك.

 

 

 

الله هو الأول والآخر

 

هل فكرت يومًا في الأبدية؟ فيما كان قبل وجود الزمن، وما سيبقى بعد نهايته؟

 

الله هو الجواب. لا بداية له ولا نهاية. كان موجودًا قبل أن يُخلق الكون، وسيبقى بعد زوال كل شيء.

 

 

 

الله نور السماوات والأرض

 

في عالم مليء بالظلام والحيرة، الله هو النور الذي يضيء الطريق ويمنح التوجيه.

 

نوره ليس مجرد ضوء نراه، بل هو نور يملأ القلب بالوضوح، يزيل الشك، ويبعث الأمل. هو الهداية التي ترشدك حين تضل، والنور الذي يقودك إلى الطمأنينة.

 

.

الله هو الخالق  

 

انظر من حولك. الشمس، القمر، الأشجار، المحيطات—كل شيء في هذا الكون يدل على عظمة الله وعنايته.

 

لم يخلق الله الكون ثم يتركه، بل هو من يدبره في كل لحظة. هو السبب في نبض قلبك، في لمعان النجوم، وفي وجودك ذاته.

 

 

الله دائمًا معك، يراك ويسمعك

حتى في أوقاتك الخاصة، الله قريب منك.

 

هو يعلم بكل ما تفعل، بكل ما تقول، وبكل ما في قلبك. هذه تذكرة بأنك لست وحدك أبدًا. الله يرى ما تشعر به، يسمع دعواتك، وهو دائمًا مستعد للرد عليك.

 

 

 

"لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ"

 

هل حاولت يومًا أن تتخيل شكل الله؟

نحن لا نستطيع رؤية الله في هذه الدنيا، لكنه يرى كل شيء—كل حركة، كل فكرة، وكل تفاصيل مخفية. علمه كامل، وحضوره لا يمكن إنكاره، حتى وإن كان فوق قدرتنا على رؤيته.

 

القرآن أكثر من مجرد كتاب – إنه حوار مع الله

 

من خلال آياته، يُعرّفنا الله بنفسه، كاشفًا عن أسمائه وصفاته. هو الخالق، الرازق، الرحمن، الرحيم، الغفور، الملك، وأكثر من ذلك بكثير. هو أقرب إليك من حبل الوريد.

 

خذ لحظة للتفكر. دع هذه الآيات تذكرك بمن هو الله. سواء كنت تبحث عن هداية، مغفرة، أو سلام، اعلم أن الله دائمًا موجود من أجلنا.